منتديات رجه بس رزه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المنتدى للبنات فقط يرجى عدم تسجيل الأولاد...~

 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول


 

 ثمن السعادة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شعلتي حنونه بس مظلومه
المـِراقبـِه الع‘ـآمـه ..,
المـِراقبـِه الع‘ـآمـه ..,
شعلتي حنونه بس مظلومه


انثى
تاريخ التسجيل : 12/08/2009

ثمن السعادة  Empty
مُساهمةموضوع: ثمن السعادة    ثمن السعادة  I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 12, 2010 11:32 am

ثمن السعادة


كم هو زهيد ثمن السعادة الحقيقية .


كان الأحد ثالث أيام عيد الفطر، صحوت فجرا كعادتي، وربما عادة كبار السن مثلى ، ينامون مبكرين ويصحون مبكرين ، وهم شبه منفصلين عن التيار اللاهي فى الحياة ، انتظرت إلى أن تفتح محلات تزويد المحمول بالرصيد، كم من الرسائل وصلتني ولم أستطع الرد وجدتها متراكمة عند الفجر ، وتزايدت صباحا ، وفى الحادية عشرة نزلت إلى الشارع ، كان خاليا أو شبه خال، ولم تزل محلات الشحن مغلقة، قررت المضي فى الشارع للبحث عن أحدها مخالفا ، ربما يكون هناك صاحب محل مثلى ، وجدت واحدا وتزودت بالرصيد ووقفت أمام المحل أرد على رسائل التهنئة بالعيد ، وعدت فوجدت الصيدلي – صديقي الذي كتبت له قصيدة " هموم الكوكب المأزوم "– فتح الصيدلية ، جالسته وسألته فى هذا الركود فى الحياة الذي أراه فنبهني إلى أن الحياة تبدأ بعد الظهر وتنتشي وتصخب إلى ما قبل الفجر ، فتنسحب تدريجيا إلى المخادع حتى طلوع الشمس – سبحان الله عكسوا آية الله فى التكوين الكوني والبشرى ، لم يعد الليل لباسا والنهار معاشا – تحدثنا طويلا ، وطالعنا التلفزيون بفن الزمن الجميل – وهى مفارقة أخرى ، إذ يأخذ التلفزيون فى بث العبث مع توقيت نشاط البشر ، هكذا فى الفترة التي يعدونها ميتة يبثون ما له قيمة ثقافية ، لذا كنت أقول دائما أن الإعلام أحد أدوات العدو فى التغيير الداخلي والتحول الثقافي المغرض – عند الواحدة بعد الظهر جاء موعده لإغلاق الصيدلية – كعادته – لفترة راحة يتم فيها تبديل الوردية وتولى أخ له حتى يعود هو فى المساء ليستمر إلى منتصف الليل ، لم تتغير عاداته ، فهو مثلى من المواليد ذاتها ، من بقايا الزمن الجميل ، يرغو الكون ويزبد من حوله وهو كما هو ثابت التكوين والمبادئ ، صعدت السلم إلى حيث شقتي ذات الطابقين لأجلس قليلا فى" التراس " أمام شقتي أنا بالطابق الثاني من الشقة المزدوجة ، وبينما كنت صاعدا لحق بى على السلم خال الأولاد – فى الثلاثين من العمر ، رياضي ، يعمل فى دبي مدرسا للغة الإنجليزية ، متزوج حديثا زواجه الثاني – بادرني وبادرته : كل سنة وأنت طيب، واستطردت: ما هذا ، شوورت وفانلة ، هل كنت فى الإستاد فقال :لا ، قلت : غريب ، هل وجدت من يمشى فى الشارع هكذا ، قال : واحنا ما لنا ، وصلنا الشقة ودخلنا ، لم يزل أهل البيت نياما ، ناديتُ منبها لوجوده قبل أن أستمرَّ إلى شقتي العليا ، دخلتُ مكتبي وصرفتُ فكرة الجلوس فى "التراس" فقد تغير الوضع ، وبينما يدي على سويتش المروحة جاءت من خلفي " الشيماء" صغرى أولادي – ستلتحق بالصف الأول الإعدادي - سألتني : (أنت كويس) ، قلت لها : بخير يا أمي، فألقت برأسها على كتفي وهى تبكى ، ضممتها وسألتها : ما بك يا أمى ؟، قالت : حلمت أنك مت ، ضممتها أكثر وربت على ظهرها وقبلتها وقلت لها : اطمئني من نراه فى المنام ميتا يعيش طويلا ، جَلَسَتْ هى على كنبتي ، أعطيتُها قميصي لتشمه قائلا : هل يحتاج إلى الغسيل ؟، فقالت : ليس فيه غير رائحتك يا بابا ، تنبهتُ ، سألتها : وهل لى رائحة ؟!، هل لكل إنسان رائحة ؟! ، وبدلا من أن تجيب على سؤالي قالت بالحرف الواحد:( أنا لما أفتقدك ، أدخل إلى مكتبك ، وأشم رائحة هدومك ) ،أدرت وجهي لأخفى الدموع التي انهمرت ، وخرجت إلى الغرفة المجاورة وأنا أسأل نفسي : كيف لهذه الطفلة أن تعبر هذا التعبير، وبهذه الألفاظ؟، شعرت سعادة كبرى،واستبشرت بالحصاد بعد طول عناء غرس، بعد صبر طويل على المكاره .
كم تكلف هذا الخال ليصنع بنفسه بيئة تضفى عليه السعادة؟:اشتراك فى النادي، حفلات طعام ، حفلات لهو،ملابس، ديكورات، إكسسوارات ، وربما التغيير الشامل والجوهري . كم هو زهيد ثمن السعادة الحقيقية ، كيف السبيل للانتصار بالقيم الروحية والعواطف النبيلة على الهجمة الشرسة - عبر ما يقرب من أربعين عاما – للمادية البغيضة التي مسخت الفطرة الطيبة التي فطر الله القلوب عليها ، تذكرت قول الحق " وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم ، وليتقوا الله ........" إن الذى "يعلم من خلق" يعرف ضعفنا تجاه فلذات أكبادنا التي تمشى على الأرض ، حقا هى صغرى أبنائي ، وكثيرا ما ينهشني الخوف عليها ، فإذا بها – حبة عينى – تحيا بذات القلق ، ولذا عبر عنه لا شعورها فى الحلم . وليتقوا الله ....... إنها "الروشتة" التي خطتها يد الرحمن الذي يعلم من خلق .تقوى الله فى النفس ، وفيمن نعول ، وفيما نتولى ، وفيمن نتعامل معهم ، وفيما وهبنا وأعطانا ، رقابة الحق حية فى الضمائر . وقتها يكون الحصاد من جنس ما زرعنا . كم يخشى الغرب من هذه القيم ، وكم يخاف من نتائجها قوة ونجاحا وفلاحا ، لذا يبذل قصارى جهده فى بثنا ثقافته ليبقى تفوقه المادي ولا يعادله تفوقنا الروحي الإنساني الأكثر بقاء والأكثر غلبة .تحضرنى مناسبتان من ثقافة الغرب التي يعرف مضارها لكنه كالمدمنين لا يستطيع الحياة بدونها .
1- كانت أمريكا بصدد تشريع يجرم الإجهاض ، فامتلأت الشوارع بالمعارضات اللواتي يردنه مباحا .
2- كانت كذلك بصدد تشريع يمنح عمليات التحويل للجنس ، فامتلأت القوائم بمن يريدون التحول من ذكر إلى أنثى قبل العمل بالتشريع .
فهل ستكون لنا صحوة ، ويكون لنا نصيب من السعادة الحقيقية ؟.
دمتم ب
خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثمن السعادة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات رجه بس رزه :: ْ·ْ»..المنتـديـات العـامه..« ْ·ْ :: ◦ .. الـمـنـتـدى الـعـام .. ◦-
انتقل الى: